مدرين المكتومية
شهدت سينما الزمالك مساء أمس عرض فيلم "الأشياء التي نقتلها" أحد الأعمال السينمائية المشاركة ضمن برنامج مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والأربعين، الفلم الذي بدء بحلم مكون من كلمتين " اقتلي النور " ماهو الا حلم لزوجة البطل الذي كان يعاني من مشاكل نفسية.
الفيلم الذي يقدمه المخرج علي رضا خاتمي يمزج بين الدراما النفسية والتشويق من خلال تتبع رحلة أستاذ جامعي يعود من الولايات المتحدة الأمريكية إلى موطنه لمواجهة سلسلة من الأسئلة المعلقة عقب وفاة والدته، ولعلاقته بوالده السيئة التي كانت عبارة عن ضرب وكلام جارح باستمرار له ولوالدته.
ومع تصاعد الشكوك حول تورط والده في الحادثة الغامضة حيث تموت والدته بطريقة غير اعتيادية، ويسمع اقاويل من اخته التي تخبره ان والدته تعرضت للضرب المبرح من والده قبل وفاتها بيومين، الأمر الذي يثير الشكوك في موتها بالاساس، حيث ينزلق البطل في دوامة انتقامية يتداخل فيها الواقع بالهواجس والافكار لتتشكل علاقة معقدة مع بستاني يبدو في ظاهر الأحداث حليفا وفي عمق السرد انعكاسا لذاته الممزقة وحياته المتعبه المليئة بالالم والانزعاج.
ويقدم الفيلم قراءة معاصرة لإرث العنف داخل الأسر، وكيف يتحول الماضي إلى عبء نفسي يتوارثه الأبناء بطرق غير مرئية، ما يجعل العمل أشبه برحلة داخل عوالم الذات وصراعاتها الأكثر ظلمة، فبعد ان كان مهوس بالإنجاب اصبح يخاف من فكرة ان يكون لديه طفل لانه يشعر بأنه غير قادر على تربيته، وتردد عليه اخته كلمة " انت تشبه ابي " عندما كان يتصرف معها بشيء من الحدة.
كما استخدم المخرج أساليب تصوير مبتكرة تعتمد على تغير زوايا المشهد واتساع وضيق إطار الصورة في محاولة لعكس التحولات الداخلية للشخصيات، كما اعتمد على المشاهد المظلمة ذات الإضاءة الخافته، وفي النهاية يتركب جريمة قتل ويدفن والده حيا، ومع ذلك يستيقظ ليجد نفسه في حلم، ينتهي المشهد بعودة الاب ملطخ بالدماء يقوله فيها لابنه: يابني اني متعب " اقتل الضوء " وبذلك ينتهي عند استيقاظ البطل.
وقد شارك في بطولة الفيلم إيكين كوتش و أركان كولشاك و هازال إيرغوتشل فيما جاء الإنتاج بتعاون دولي بين كندا وتركيا وبولندا وفرنسا، وقد اختير الفيلم لتمثيل كندا في فئة أفضل فيلم روائي دولي في النسخة الـ98 من جوائز الأوسكار ليواصل رحلته في المهرجانات العالمية بعد عرضه في القاهرة.
